مقدمه :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه وعلى آله أتم صلاة وأتم تسليم أما بعد ،،
فلقد تشرفت بأن اخترت البحث في سورة يوسف عليه السلام وهي سورة من أعظم السور من داوم على حفظها ينجلي همه ويصفو فؤاده .
وهي سورة من السور التي فيها الحكاية والقصة والعبرة و الموعظة ما تجعل المرء يتابعها ويتعمق فيها وكلما تابعها أحد وجد فيها في كل مرة شيا جديدا يختلف عما سبقه . فهي سورة غنية بالمعاني والوقفات التي تنير الدرب فمن قصة الرؤيا حتى معاناة يوسف عليه السلام في الجب ووصولا ببيعه ونشأته في بيت عزيز مصر إلى مراودة امرأة العزيز له وإلى سجنه وما حدث في السجن وحتى خروجه من سجنه ونصر الله عز وجل له كل ذلك أمور يجب أن نقف عندها وقفة المتأمل .
والسورة مليئة بالمواقف الإنسانية فمن موقف الرؤيا وخوف يعقوب على ابنه وموقف أخوة يوسف من أخيهم وموقف امرأة العزيز من يوسف وموقف الشيطان من الكيد . كل ذلك يجري في قالب درامي طالما استوقف العلماء والناس عامة .
نسأل الله أن يوفقنا لفهم آياته ويوفقنا في كتابة هذا البحث الذي وجدت من خلاله الكثير من المواقف التي لم أكن قد اطلعت عليها .
وإن كان موضوع بحثي وهو البيان في سورة يوسف قليلا جدا فإنني استفدت فعلا من الكتابة حوله
نسأل الله التوفيق والسداد إنه سميع مجيب.
بين يدي السورة
“تفسير سورة يوسف عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم سورة يوسف عليه السلام وهي مكية روى الثعلبي وغيره من طريق سلام بن سلم ويقال سليم المدائني وهو متروك عن هارون بن كثير وقد نص على جهالته أبو حاتم عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله علموا أرقاكم سورة يوسف فإنه أيما مسلم تلاها أو علمها أهله أو ما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت وأعطاه من القوة أن لا يحسد مسلما وهذا من هذا الوجه لا يصح لضعف إسناده بالكلية وقد ساقه الحافظ بن عساكر متابعا من طريق القاسم بن الحكم عن هارون بن كثير به ومن طريق شبابة عن محمد بن عبد الواحد النضري عن علي بن زيد بن جدعان وعن عطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب عن النبي فذكر نحوه وهو منكر من سائر طرقه وروى البيهقي في الدلائل 6276 أن طائفة من اليهود حين سمعوا رسول الله يتلو هذه السورة أسلموا لموافقتها ما عندهم وهو من رواية الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس بسم الله الرحمن الرحيم
أما الكلام على الحروف المقطعة فقد تقدم في أول سورة البقرة وقوله ( تلك آيات الكتاب ) أى هذه آيات الكتاب وهو القرآن المبين أي الواضح الجلي الذي يفصح عن الأشياء المبهمة ويفسرها ويبينها ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل بسفارة أشرف الملائكة وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض وأبتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان فكمل من كل الوجوه ولهذا قال تعالى ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ) بسبب إيحائنا إليك هذا القرآن وقد ورد في سبب نزول هذه الآية.
ما رواه بن جرير حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي حدثنا حكام الرازي عن أيوب عن عمرو هو بن قيس الملائي عن بن عباس قال قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فنزلت ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) ورواه من وجه آخر عن عمرو بن قيس مرسلا وقال أيضا حدثنا محمد بن سعيد القطان حدثنا عمرو بن محمد أنبأنا خالد الصفار عن عمرو بن قيس عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال أنزل على النبي القرآن قال فتلاه عليهم زمانا فقالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فأنزل الله عز وجل ( الر تلك آيات الكتاب المبين ) إلى قوله ( لعلكم تعقلون ) ثم تلاه عليهم زمانا فقالوا يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله عز وجل ( الله نزل أحسن الحديث ) الآية وذكر الحديث ورواه الحاكم 2345 من حديث إسحاق بن راهويه عن عمرو بن محمد القرشي المنقري به وروي بن جرير بسنده عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال مل أصحاب رسول الله ملة فقالوا يا رسول الله حدثنا فأنزل الله ( الله نزل أحسن الحديث ) ثم ملوا ملة أخرى فقالوا يا رسول الله حدثنا فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص فأنزل الله عز وجل ( الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص ) الآية فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث وأرادوا القصص فدلهم علي أحسن القصص ومما يناسب ذكره عند هذه الآية الكريمة المشتملة على مدح القرآن وأنه كاف عن كل ما سواه من الكتب ما رواه الإمام أحمد 3378 حدثنا سريج بن النعمان أنبأنا هشيم أنبأنا مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبي بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي قال فغضب وقال أمتهوكون فيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبونه أو بباطل فتصدقونه والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني وقال الإمام أحمد 3365 حدثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن جابر عن الشعبي عن عبد الله بن ثابت قال جاء عمر إلى رسول الله فقال يا رسول الله إني مررت بأخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك قال فتغير وجه رسول الله قال عبد الله بن ثابت فقلت له ألا ترى ما بوجه رسول الله فقال عمر رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا قال فسرى عن النبي وقال والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير حدثنا علي بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن خليفة بن قيس عن خالد بن عرفطة قال كنت جالسا عند عمر إذ أتى برجل من عبد القيس مسكنه بالسوس فقال له عمر أنت فلان بن فلان العبدي قال نعم قال وأنت النازل بالسوس قال نعم فضربه بقناة معه قال فقال الرجل ما لي يا أمير المؤمنين فقال له عمر أجلس فجلس فقرأ عليه ( بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص ) إلى ( لمن الغافلين ) فقرأها عليه ثلاثا وضربه ثلاثا فقال له الرجل ما لي يا أمير المؤمنين فقال أنت الذي نسخت كتاب دانيال قال مرنى بأمرك أتبعه قال انطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض ثم لا تقرأه ولا تقرئه أحدا من الناس فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس لأنهكنك عقوبة ثم قال أجلس فجلس بين يديه فقال أنطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب ثم جئت به في أديم فقال لي رسول الله ما هذا في يدك يا عمر قال قلت يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علما إلى علمنا فغضب رسول الله حتى احمرت وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة فقالت الأنصار أغضب نبيكم السلاح ..السلاح فجاؤا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله فقال يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه واختصر لي اختصارا ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون قال عمر فقمت فقلت رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبك رسولا ثم نزل رسول الله . “[1]
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يغلس بالفجر ويقرأ سورة يوسف ويونس” . [2]
ومن لطائف الأمور أن الحاكة يحفظون سورة يوسف .وذلك لما ورد فيها من ذكر للقميص الذي كان دليل براءة ودليل بشرى ولو أطلت الحديث عن سورة يوسف لما اكتفيت لما في هذه السورة من عبرات وعضات ودروس وتأملات دينية
البيان في سورة يوسف:
لقد تتبعت سورة يوسف وكنت متابعا لها منذ زمن طويل وعندما أردت أن أتتبع البيان في سورة يوسف وجدت أن الأمر أشبه بجر قاطرة بيدين عاريتين فالسورة وإن كانت قمة في الروعة وقمة في العضة إلا أنني وجدت علم البيان في السورة يكاد يكون مقلا ولكن حاولت قدر الإمكان أن أستخرج ما بالسورة من علم البيان وقد توصلت إلى عدة مواضع يمكن أن ندرجها فيما يأتي :
التشبيه:
(وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (يوسف : 6 )
( كما أتمها على أبويك ) تشبيه مرسل مجمل
– الاستعارة :
– (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (يوسف : 4 )استعارة مكنية لآن السجود لا يكون إلا للعقلاء .
رأيتهم لي ساجدين ” فإن قيل كيف جمعهم بالياء والنون وهو مخصوص بالعقلاء ، والشمس والقمر و الكواكب ليست من ذوي العقول على القول المقبول قلنا: لما وصفت بصفات العقلاء وهو السجود ، أجريت مجراهم فجمعت صفاتها جمع العقلاء ونظيره قوله تعالى ” أتينا طائعين”[3]
– (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) (يوسف : 31 )
( سمعت بمكرهن ) ) استعير المكر للغيبة تشبيها له في الإخفاء .
فزوجة العزيز لم تشاهد مكر النساء ولكن سمعت بغيبتهن وحتى السمع معنوي فزليخا لم تسمع المكر وإنما سمعت الكلام الذي تناقلته النسوة حيث قال تعالى على لسانهن : (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) (يوسف : 30 )
ولذلك كان استعارة المكر الأنسب للتعبير عن الأمر.
-(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) (يوسف : 31 ) .
( وقطعن أيديهن ) استعارة حيث استعار لفظ القطع عن الجرح أي جرح أيديهن .
والقطع هنا لم يتم تاما والله أعلم وإلا لفضحت كل واحدة حضرت ورأت يوسف عليه السلام لذلك لزم الأمر الجرح ولأن الجرح أهون كانت كلمة قطعن أيديهن أوقع من جرحن ولذلك وردت قطعن بمعنى الاستعارة .
– (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف : 87 )
( ولا تيأسوا من روح الله ) استعار الروح وهو تنسيم الريح التي يلذ شميمها ويطيب نسيمها للفرج الذي يأتي بعد الكربة واليسر الذي يأتي بعد الشدة .[4]
– (قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ) (يوسف : 44 )
من أبلغ أنواع الاستعارة وألطفها فإن الأضغاث هو المختلط من الحشائش، صور اختلاط الأحلام وما فيها من المحبوب والمكروه والخير والشر باختلاط الحشائش المجموعة من أصناف كثيرة .[5]
– (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف : 36 )
( أعصر خمرا ) مجاز مرسل باعتبار ما يكون أي عنبا يئول إلى خمر .
“فينظر إليه باعتبار ما سيكون عليه ، ويسمى باسم ما سيئول إليه مستقبلا، كما في قوله تعالى: ( إني أراني أعصر خمرا ).
فالتجوز هنا في العصر بالنسبة إلى الخمر، أو الخمر بالنسبة إلى العصر، والخمر لا يعصر فهي سائل قد عصر وانهي منه ، وإنما العنب المتحول خمرا هو الذي يعصر، فإطلاق الخمر وإرادة العنب منه هنا جاء على سبيل الاتساع ، باعتبار ما سيئول إليه العنب بعد العصر وصيرورته خمرا .”[6]
ونعلم يقين العلم أن ساقي الملك قد حلم أنه يعصر العنب ولأنه من يقدم الخمر للملك فإنه قريب منه دوما وأبدا وربما كان ساقي الملك قد اقترف جرما جعله يدخل السجن ليلتقي بيوسف عليه السلام ويقص عليه الرؤيا فيخبر الملك بعد حين بأمر يوسف عليه السلام وكل ذلك يمر وفق قدرة ربانية حتى يكون ليوسف أمر النبوة.
– (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ) (يوسف : 48 )
( يأكلن ما قدمتم لهن ) مجاز عقلي لأن السنين لا تأكل وإنما يأكل الناس ما ادخروه فيها فهو من باب الإسناد إلى الزمان.
ذلك أن المجاعة التي تصيبهم لمدة سبع سنين تصيب الأرض بالقحط فيأكل الناس ما ادخروه في السبع السمان وإنما قال يأكلن ما قدمتم لهن من باب المجاز لأن ذلك أوقع وأشمل من قوله عز وجل تأكلون فيهن .
– (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) (يوسف : 82 )
( واسأل القرية ) مجاز مرسل علاقته المحلية .
أما مجاز الحذف فتسميته بالإيجاز هي اللائقة بالمقام ، والإيجاز في القرآن الكريم جار مجرى المساواة والإطناب في موضعهما ولا داع إلى تكلف في القول في الآية ( واسأل القرية ) إن حكم القرية في الأصل الجر ، والنصب فيها مجاز ، باعتبار أن المضاف محذوف وأعطي للمضاف إليه حكم المضاف فأصبح منصوبا وحقه الجر أصلا.[7]
وورد في الإتقان في علوم القرآن واسأل القرية أي أهلها إذ لا يصح إسناد السؤال إليها[8].
الخاتمة:
لقد طفنا معا نرتع في سورة يوسف نتأمل في آياتها مستخرجين البيان في جنباتها وإن كان إبحارنا فيها من القصر بحيث يجعلنا نقف ونحن في أشد الخجل لما انتهت إليه مداركنا في التبحر في الصور البيانية في سورة يوسف.
وإن كنا قد قصرنا – ولا أخال إلا كذلك – فإننا بحمد الله ورعايته قد أضفت شيا جديدا لمعلومتي حول هذه السورة من خلال الإطلاع على الكتب مصادرا ومراجعا والحمد لله فقد رصدت ما توصل إليه إدراكي القاصر من صور بيانية تكاد لا تخفى على أحد .
نسأل الله العلي القدير أن يجعل ذلك في درجاتنا قبل درجاتنا إنه سميع مجيب.
المصادر والمراجع
القرآن الكريم
تفسير ابن كثير دار الفكر 1401هـ
الإتقان في علوم القرآن
مجاز القرآن خصائصه الفنية وبلاغته العربية محمد حسن الصغير وزارة الثقافة والإعلام بغداد 1994م .
الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم محمد حسين سلامة دار الآفاق العربية ط1 2002م
تيجان البيان في مشكلات القرآن
في التذوق الجمالي لسورة يوسف محمدعلي أبو حمزة ط2 1991 دار البشر
الإيجاز في آيات الإعجاز محمد أبي اليسر عابدين دار البشائر ط1 1994 م .
[1] تفسير ابن كثير ج:2 ص:467 468
[2] .في التذوق الجمالي لسورة يوسف ص 75
[3] تيجان البيان في مشكلات القرآن ص 123
[4] الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم ص 139
[5] الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم ص 139
[6] مجاز القرآن خصائصه الفنية وبلاغته العربية ص 154
[7] مجاز القرآن خصائصه الفنية وبلاغته العربية ص68
[8]الإتقان في علوم القرآن ج2 ص 110